يقول الشيخ رحمه الله: (مثال ذلك أن هذه الأمور المذكورة وأمثالها) يعني: أن يطير في الهواء، أو يمشي على الماء، أو يأتي بفاكهة الشتاء في الصيف كما قرر المؤلف: (قد توجد في أشخاص ويكون أحدهم لا يتوضأ) مع أنه معلوم أن الذي لا يتوضأ ليس له صلاة، والذي ليس له صلاة ليس له من الإسلام شيء، فكيف يكون ولياً؟
وبعضهم يقول: إن الولي الفلاني بقي شاخصاً في مكانه بضع عشرة سنة، فمعناه أنه ما توضأ ولا اغتسل، فليس له حظ في الإسلام والعياذ بالله.
قال المؤلف رحمه الله ناقلاً بعض هذه النماذج: (لا يتوضأ أو لا يصلي الصلوات المكتوبة، بل يكون ملابساً للنجاسات، معاشراً للكلاب، يأوي إلى الحمامات والقمامين والمقابر والمزابل، رائحته خبيثة، لا يتطهر الطهارة الشرعية ولا يتنظف)، وهذه الأحوال نقلت عن البطائحية الرفاعية ، الذين كانوا في أيام شيخ الإسلام ، وهم إلى اليوم موجودون وغيرهم من الصوفية ، وهذا حالهم، لا يصلون، ولا يتوضئون، ويلابسون النجاسات، ويعاشرون الكلاب، ويأوون إلى الحمامات والقمامين والمقابر والمزابل، فمن أين تأتي الولاية إلى هؤلاء؟! والذي يسيطر على هؤلاء، في حال هذه النجاسات هو الشيطان.
يقول الشيخ رحمه الله: (وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جُنب ولا كلب ) وقال عن هذه الأخلية -أي بيوت الخلاء-: ( إن هذه الحشوش محتضرة ) أي: يحضرها الشيطان، وقال: ( من أكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) وقال: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ) وقال: ( خمس من الفواسق يقتلن في الحل والحرم، وذكر منها الكلب العقور ) )، فبمجموع هذه الأحاديث يُعلم أن من يخالف هذه الأحاديث فلا يمكن أن يكون ولياً؛ لأن الذي يأتي إليه أو يخاطبه أو يكلمه ليس من الملائكة، فالملائكة لا تدخل هذه الحشوش أو المراحيض، والملائكة لا تأمر بالفحشاء والمنكر، والملائكة لا تقتل البريء المعصوم، والملائكة لا تتصور بصور الكلاب التي يعاشرون ويخالطون، وإذا كانت المقابر التي يجلسون عندها مقابر عندها المشركين والكافرين فهذه أيضاً ليست مأوى الملائكة، بل مأوى الشياطين، فإذاً: هؤلاء عندما يعاشرون هذه الأمور فإنهم يرتكبون هذه المحرمات الظاهرة، ونستدل بهذا على أنهم ليسو بأولياء لله تبارك وتعالى وإن ادعوا ذلك.